الإكوادور في عين العاصفة.. عقوبات من “فيفا” وأزمة تشتعل في لندن بسبب كايسيدو

يواجه الاتحاد الإكوادوري لكرة القدم فترة عصيبة لا تقتصر تحدياتها على المستطيل الأخضر فحسب، بل تمتد لتشمل أروقة المحاكم الرياضية وعلاقاته مع الأندية الأوروبية الكبرى. ففي تطور لافت للأحداث، أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حزمة من الإجراءات التأديبية الصارمة ضد الاتحاد الإكوادوري، وذلك على خلفية أحداث رافقت المباراة الافتتاحية للمونديال أمام المنتخب القطري المستضيف.

تداعيات الهتافات المسيئة

جاء تحرك “فيفا” السريع استناداً إلى تقارير رصدت هتافات مسيئة أطلقتها الجماهير الإكوادورية خلال اللقاء الذي انتهى بانتصار منتخب بلادهم بهدفين دون رد. ورغم أن الاتحاد الدولي لم يفصح بشكل دقيق عن ماهية تلك الهتافات، إلا أنه استند في قراره إلى المادة 13 من قانون الانضباط، وهي المادة المعنية بمعاقبة التجاوزات الجماهيرية التي تحمل طابعاً تمييزياً أو مسيئاً. وتشير اللوائح المنظمة في مثل هذه الحالات إلى عقوبات مغلظة قد تصل إلى غرامات مالية لا تقل عن 20 ألف فرنك سويسري، بالإضافة إلى حرمان الاتحاد المعني من الجماهير في مباراة مقبلة، وهو ما يضع الإكوادور تحت ضغط كبير لتنظيم صفوف مشجعيها في الاستحقاقات القادمة لتجنب تكرار هذا السيناريو الذي يعد الأول من نوعه في البطولة.

شارة القيادة وإرهاق النجم الأول

وبعيداً عن المكاتب الإدارية، انتقلت الأزمات إلى الجانب الفني وتحديداً ما يخص نجم المنتخب الأول ولاعب خط وسط تشيلسي الإنجليزي، مويسيس كايسيدو. فقد شهدت فترة التوقف الدولي مشاركة اللاعب بصفته قائداً لمنتخب بلاده في المباراة الودية التي جمعتهم بنيوزيلندا وانتهت بفوز الإكوادور بثنائية نظيفة. ورغم أن حمل شارة القيادة يعد تشريفاً كبيراً يعكس مكانة كايسيدو كأبرز اسم في تشكيلة “التري”، إلا أن هذا الأمر تسبب في موجة غضب عارمة داخل أروقة النادي اللندني وبين مشجعيه.

غضب “البلوز” من استنزاف اللاعبين

تكمن المشكلة الأساسية في أن كايسيدو كان اللاعب الوحيد من تشيلسي الذي اضطر لقطع مسافات طويلة جداً بالطائرة للسفر إلى أمريكا الجنوبية، في وقت كان يأمل فيه جمهور “البلوز” والمدرب إنزو ماريسكا أن يحصل اللاعب على قسط من الراحة، خاصة وأن المباريات تندرج تحت الإطار الودي. لكن ما حدث كان العكس تماماً، إذ خاض لاعب الوسط مباراتين كاملتين بمجموع 180 دقيقة، ضارباً بعرض الحائط تحذيرات مدربه في النادي الذي شدد مراراً على حاجة اللاعب للراحة نظراً للمجهود البدني الكبير الذي بذله منذ انطلاقة الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز.

انتقادات لاذعة لسياسة المنتخبات

لم تتأخر ردود الفعل الغاضبة من قبل أنصار الفريق اللندني، حيث اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بانتقادات حادة للجهاز الفني للمنتخب الإكوادوري. وأشار المشجعون إلى غياب التنسيق والاهتمام بسلامة اللاعبين، مستشهدين بحالة كايسيدو ومقارنتها بلاعبين آخرين مثل كوكوريلا مع إسبانيا وإستيفاو مع البرازيل، الذين استنزفوا طاقاتهم بالكامل في مباريات متتالية. ويرى الجمهور أن هذا الاستنزاف سيؤثر حتماً على جاهزية الفريق لمواجهة بيرنلي المرتقبة، واصفين الوضع بأنه “مهزلة مطلقة” تعكس تضارب المصالح بين الأندية والمنتخبات، حيث يدفع اللاعبون وحدهم ضريبة هذا الجدول المزدحم والسفر المرهق، مما يعرضهم لخطر الإصابات وتراجع المستوى الفني.